قالت دار الإفتاء، إن كلمة «وحياتك» لا تستعمل في الغالب على جهة الحلف بها، وإنما تكون للمناشدة وسؤال الناس بعضهم بعضا بما هو عزيز عليهم، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
وأوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال «ما حكم وحياتك أثناء سؤال الناس بعضهم البعض؟» أن الترجي أو تأكيد الكلام بهذه الكلمة أو بغيرها مما لا يُقْصَد به حقيقةُ الحلف لا ينبغي أن يمنع بالأدلة التي ظاهرها يحرم الحلف بغير الله، فهو ليس من هذا الباب، بل هو أمر جائز لا حرج فيه؛ لما ورد في كلام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وكلام الصحابة الكرام من أشباه ذلك.
واستشهدت بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهْ؛ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاء...».
وتابعت: وعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- في حديث الرجل النجدي الذي سأل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الإسلام، وفي آخره: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» أَوْ «دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» أخرجه مسلم في صحيحه.